مراجعة نقاط الضعف في مجتمعنا

جدول المحتويات
في ضوء هذين الأصلين وهما؛ رفض الركون من المسلم للكافر، ورفض السبيل من الكافر على المسلم، نحاول أن ندرس مواضع الركون والسبيل في مجتمعنا الإسلامي الكبير خلال الاعتداء الإسرائيلي على غزة ولبنان في حرب تموز؛ لنعرف مواقع الضعف في بنيتنا السياسية.
هذه الأحداث تكشف عن كثير من الثغرات ونقاط الضعف في بنيتنا السياسية، ومن خصائص الهزات الاجتماعية والسياسية القوية أن تكشف نقاط الضعف في المجتمع. وها نحن أمام حالة واسعة من نقاط الضعف، لابد أن نراجع فيها أنفسنا في الساحتين الرسمية والشعبية من أمتنا.
1. الساحة الرسمية من أمتنا
هذه الشريحة في أغلب حالاتها تتميّز بالركون الشديد إلى الغرب، وبشكل خاص إلى أمريكا، وتتقبل النفوذ الأمريكي بشكل خاص، وتتقبل النفوذ الغربي عموما بصورة واضحة وواسعة… ولا نحتاج إلى أدلة وشواهد لإثبات هذه الحقيقة.
إن سكوت جملة واسعة من الأنظمة العربية والإسلامية عن العدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين؛ لئلا يصلوا إلى حد التقاطع مع أمريكا، أوضح دليل على هذه الحقيقة في سياسة هذه الأنظمة.
إن (حزب الله) و(حماس) في حساب إسرائيل وأمريكا وبريطانيا من (الإرهاب العالمي) على المعايير الأمريكية – الإسرائيلية، ولا يجوز تأييدهم في معركتهم مع إسرائيل. هذا السكوت والصمت المشين واضح، ولا أحب ان أحرج قناة الكوثر فأسمي هذه الأنظمة.
هذا القطاع الكبير القوي لم يعترض ولم يتحرك ضد إسرائيل، اعتراضاً حقيقياً، ولم يؤيد ولم يدعم (حماس) و(حزب الله)، وإن كان فبمقدار براءة الذمة تجاه شعوبهم الصارخة الساخطة. هذا هو الجزء المتأثر المنفعل الخاضع لنفوذ دول الاستكبار العالمي من مجتمعنا.
2. الساحة الشعبية من أمتنا
وأقصد بها جمهور الشارع، وهو في الأغلب قطاع نظيف، يمتلك درجة عالية من الحصانة الثقافية والسياسية، وهو الجزء المقاوم من أمتنا، وقد وقف هذا الجمهور مع فلسطين ولبنان، ومع المقاومة الفلسطينية واللبنانية، منذ أول يوم إلى اليوم، وكلما يمرّ على العدو الفلسطيني يوم يزداد غضب الجمهور على إسرائيل وعلى الأنظمة العربية الصامتة، وعلى أمريكا الداعمة لإسرائيل، ويعلن تعاطفه الواسع مع (حزب الله) و(حماس) والمقاومة الإسلامية المسلحة في لبنان وفلسطين والشعب الفلسطيني واللبناني.
ويطلب المشاركة مع حزب الله وحماس في الدفاع عن لبنان وفلسطين، ويندّد بأمريكا، ودول الاستكبار الغربي، لدعمهم لإسرائيل، ويندّد بالمنظمة الدولية (مجلس الأمن) وسكوته عن جرائم إسرائيل.
هذا الجمهور، في كل مكان، يخرج في تظاهرات صاخبة؛ في العراق، والهند، والباكستان، وعمان، والبحرين، والكويت، وتركيا، وإيران، واندونيسيا، وماليزيا، ومصر، والمغرب، والجزائر، وأفغانستان…
هذا الجمهور يتفهم متطلبات المعركة وضريبة المقاومة تجاه إسرائيل، من الخراب والدمار، ومع ذلك يطلب تأييد المقاومة ودعمها.