مواضيع

عوامل إضعاف الموقف السياسي عند الجمهور

قلنا إن هذا الجمهور في الأغلب نظيف، ويجسّد الضمير الصافي لهذه الأمة؛ رغم كل عوامل الإحباط المسلط على هذه الساحة… وهذه العوامل كثيرة:

العامل الأول: الاستبداد السياسي، والدكتاتورية الأمنية والسياسية، والاختناق الأمني، في هذه البلاد. ومفهوم ماذا نقصد من الأمن…

العامل الثاني: استهلاك هذه المساحة البشرية الواسعة في المشاكل الاقتصادية والفقر والبطالة، والمشاكل الاقتصادية تستهلك مساحة كبيرة من اهتمامات الإنسان.

العامل الثالث: التضليل الإعلامي المخطط الهادف، وللعامل الإعلامي دور قوي في التأثير على الجمهور، وتخريب وجدان الأمة وضميرها، وهي خطط مدروسة منظمة قائمة على أصول علمية، فالإعلام اليوم علم قائم بذاته.

مشاهد على التحريف الإعلامي

ونذكر على ذلك مثالا واحدا في حرف أنظار الناس عن المقاومة البطولية لحزب الله، والتضحيات النادرة التي يقدمها هؤلاء الشباب، وحرف الأنظار عن جرائم إسرائيل، وما تلقيه على المسلمين؛ من الأطفال والمرضى وطلاب المدارس والمستشفيات، من القنابل الحارقة المدمرة في لبنان… وذلك من خلال طرح الملف النووي الإيراني، والتشهير بحزب الله ومقاومته لإسرائيل، وأن حزب الله ورقة ضاغطة لإيران على الغرب لصرف النظر عن الملف النووي، وأن حزب الله يدخل هذه المعركة الضارية، ويتحمل هذه الضحايا والخسائر والشهداء في كيانه وفي لبنان ليكون ورقة رابحة لإيران في الملف النووي أو لإعادة سوريا إلى لبنان…!!!

هذا تسطيح لعقول الناس، وتسخيف لعقول الناس… إن العملية الإعلامية أحيانا تكون لتسطيح عقول الناس كما يقول السيد حسن نصر الله، وإهانة لهذه المقاومة العظيمة، التي هي قرة عيون المسلمين، وصرخة الضمير الإسلامي… ومحاولةٌ لتنزيل المقاومة إلى مستوى ورقة في الملف النووي الإيراني.

والحال أن القضية بالعكس تماما؛ فإن هذه الورقة تضر الملف النووي ولا تنفعه، وهم يعلمون ذلك جيداً.

وعي الجمهور

ولكن الجمهور يعي هذه اللعبة التحريفية…

إن الأحداث الكثيرة والصراعات السياسية الكثيرة، منحت ساحتنا حدا كبيرا من النضج والوعي السياسي.

نحن يجب أن نحافظ على سلامة وعي الجمهور، ونبذل كل ما يمكننا من جهد للمحافظة على نقاء ضميره، من خلال منابر الجمعة، والمنبر الحسيني، ومنابر الوعظ والإرشاد، والأجهزة الإعلامية.

أسباب ضعف القطاع الرسمي

إننا لو رجعنا إلى كتاب الله ودرسنا ساحتنا، من خلال عاملي (الركون) و(السبيل)، نجد أن (الركون) هو سبب (السبيل). إنّ ركون هذه الأنظمة إلى أنظمة الاستكبار العالمي سياسيا واقتصاديا وعسكريا هو سبب نفوذ الاستكبار العالمي على الأنظمة العربية والإسلامية… إن هذه الأنظمة تعتمد في كل شيء على أنظمة الاستكبار العالمي، وتستكبر على شعوبها، وتتنكر لها من أجلها.

هذا الاعتماد الواسع يسميه القرآن بـ (الركون). أسلحتنا من هذه الدول، وأسواقنا منها، وجامعاتنا واتصالاتنا منها وإليها… هذا الركون الواسع يؤدي بالمقابل إلى سبيل واسع لها على الأنظمة العربية، ولذلك فهي تتحول إلى حالة سهلة الاختراق تجاه دول الاستكبار العالمي.

والساحة الإسلامية لا تعاني من هذه الحالة، والشارع الإسلامي لا يحكمه هذا الاعتماد والركون، وبالتالي لا يخضع لمثل هذا النفوذ.

المصدر
كتاب مقاومة الاحتلال الإسرائيلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى