مواضيع

العلاقة مع إسرائيل

العلاقة مع إسرائيل

مدخل

 (بسم الله الرحمن الرحيم)

(وَلاٰ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّٰارُ وَمٰا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مِنْ أَوْلِيٰاءَ ثُمَّ لاٰ تُنْصَرُونَ). هود/ 113.

(وَلَنْ يَجْعَلَ اللّٰهُ لِلْكٰافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً). النساء/141.

لنا عدة نقاط في توضيح هاتين الآيتين:

النقطة الأولى: إن (الركون) في آية سورة هود هو: الاطمئنان والاعتماد والارتياح إلى الظالم… فإذا وجد المؤمنون في الظالمين سنداً لهم، واعتمدوا عليهم واطمأنوا إليهم، عاقبهم الله بعقابين:

العقاب الأول: تمسهم النار في الآخرة (فَتَمَسَّكُمُ النّٰارُ).

العقاب الثاني: يُذلّهم الله في الدنيا؛ لأنهم استبدلوا بولاية الله ولايةَ الظالمين، فيحجب الله النصر عنهم، ولا يجدون عند الكافرين سنداً ولا نصراً (وَمٰا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مِنْ أَوْلِيٰاءَ ثُمَّ لاٰ تُنْصَرُونَ).

النقطة الثانية: (السبيل) في آية سورة النساء هو النفوذ، وقد نفى الله تعالى كل نفوذ وسلطان وسلطة للكافرين على المؤمنين.

النقطة الثالثة: هذا (النفي) بمعنى (النهي)، لأن النفي في التكوين والنهي في التشريع، والنفي التكويني لا يصح هنا، فلا يصح أن تقول: إن الله لم يمكّن الكافر على المسلم تكوينا، فما أكثر ما نجد السلطان للكافرين على المؤمنين، وإنما هو بمعنى النهي؛ أي يحظر الله على المؤمنين أن يقبلوا سلطاناً للكافرين عليهم. والنفي بمعنى النهي يقع كثيراً في اللغة العربية.

النقطة الرابعة: السبيل المنهي عنه في الآية معنى واسع، يشمل النفوذ العسكري، والسياسي، والاقتصادي، والثقافي.

إن كل سلطة ونفوذ، في الأسواق، وفي السياسة، وفي المواقع الثقافية، وفي المواقع العسكرية، للكافرين على المسلمين يرفضه الله تعالى.

النقطة الخامسة: إن نفي السبيل والركون في العلاقة مع الكافر والظالم، ليس بمعنى قطع العلاقة مع الكفار، والمقاطعة السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية معهم، فإن العلاقة المتكافئة بالكافر علاقة مشروعة؛ سواء كانت اقتصادية أم علمية أم عسكرية أم سياسية أم غيرها… وإنما العلاقة المحظورة هي العلاقة غير المتكافئة التي تتميّز من جانب؛ بالركون والاعتماد والاطمئنان إلى سلطان الكافر ونفوذه، من جانب المسلمين. ومن جانب آخر؛ بممارسة السلطة والنفوذ والقوة على المسلمين من قبل الكافرين.

هذه العلاقة غير المتكافئة هي العلاقة المحظورة. إنّ المحظور في العلاقة بين المسلمين والكفار هو الركون من جانب المسلمين والاعتماد والاطمئنان، إلى جانب الكفار. والقيمومة والوصاية والسلطة، والنفوذ، من قبل الكافر على المسلم.

المصدر
كتاب مقاومة الاحتلال الإسرائيلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى