مواضيع

العلاقة الايجابية مع الكفار

مرة أخرى أكرر أن هذا الحديث عن صفات الكفار وخصالهم ومواقفهم النفسية والعملية لا يعمّ الكفار عموماً، وإنما يختص بالكيانات السياسية الاستكبارية التي تحارب الإسلام والمسلمين، وتتصدى للصدّ عن سبيل الله… وأما الكفار الذين لم يتصدوا لمحاربة المسلمين، ولم يتورطوا في العداء، ولم يشتركوا في الحرب ضد المسلمين، ولم يخرجوا المسلمين من ديارهم، ولم ينصبوا لهم الحرب والعداء، فلهم حكم خاص، يحدّده القرآن بقوله تعالى: >لاٰ يَنْهٰاكُمُ اللّٰهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقٰاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيٰارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ<[1].

هؤلاء لا ينهانا الله عن مساعدتهم إذا احتاجوا إلى دعم ومساعدة، عندما تمسّهم نكبة أو بأساء أو ضراء.

ولا ينهانا الله عن برّهم ومواصلتهم والتعايش معهم، لكن دون أن يبلغ ذلك حد الولاء، فإن الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين خاصة.

ولا ينهانا الله تعالى عن الانفتاح الحضاري والتفاهم والتعارف مع الشعوب والأمم التي لا تنضم إلى جبهة أعداء الإسلام.

يقول تعالى: >يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ إِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثىٰ وَجَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَقَبٰائِلَ لِتَعٰارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ إِنَّ اللّٰهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ<[2].

والتعارف هو التفاهم والتعامل الحضاري والعملي والاقتصادي وغيره، وهو الغاية من اختلاف خلق الشعوب والقبائل.


  • [1] الممتحنة: 8.
  • [2] الحجرات: 13.
المصدر
كتاب النصر الإلهي ومنهج التعامل مع الأعداء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى