السياسة الأمنية

جدول المحتويات
ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: شر البلاد بلد لا أمن فيه، ولا خصب[1].
وفي هذا الجانب من قيادته وإدارته (ع) نريد أن نتبين الإجراءات الأمنية التي اتخذها الإمام (ع) في دولته:
1- الاستخبارات الأمنية
في كتابه (ع) إلى عماّله يقول: بسم الله الرحمن الرحيم – من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من قرأ كتابي هذا من العمال:
أما بعد؛ فإن رجالاً لنا عندهم بيعة خرجوا هرباً فنظنهم وجهوا نحو بلاد البصرة، فاسأل عنهم أهل بلادك، وأجعل عليهم العيون في كل ناحية من أرضك، ثم أكتب إليّ بما ينتهي إليك عنهم، والسلام[2].
وكان الإمام (ع) حريصا على الجانب الاستخباراتي في حروبه، فقد روي أنه في وقعة صفين بعث (ع) خيلاً ليحبسوا عن معاوية مادة، فبعث معاوية الضحاك بن قيس الفهري في خيل إلى تلك الخيل فأزالوها، وجاءت عيون علي فأخبرته بما قد كان، فقال علي لأصحابه: فما ترون فيما هاهنا؟ فقال بعضهم: نرى كذا، وقال بعضهم: نرى كذا. فلما رأى ذلك الاختلاف أمرهم بالغدو إلى القوم، فغاداهم إلى القتال قتال صفين، فانهزم أهل الشام[3].
2- إجلاء المتآمرين أو حبسهم
روي أن أمير المؤمنين (ع) اسْتَخْلَفَ عَلِيٌّ (ع) حِينَ سَارَ إِلَى النَّهْرَوَانِ رَجُلًا مِنَ النَّخَعِ يُقَالُ لَهُ: هَانِئُ بْنُ هَوْذَةَ، فَكَتَبَ إِلَى عَلِيٍّ (ع) أَنَّ غَنْياً وَبَاهِلَةَ فَتَنُوا فَدَعَوُا اللَّهَ عَلَيْكَ أَنْ يُظْفَرَ بِكَ.
قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ (ع) أَجْلِهِمْ مِنَ الْكُوفَةِ، وَلَا تَدَعْ مِنْهُمْ أَحَدًا[4].