الرأي والموقف

ليس للرأي المجرد عن الموقف والحركة قيمة كبيرة عند الله تعالى، وليس له دور في التاريخ في الهدم والبناء؛ في هدم الباطل وبناء الحق، فإذا تحول الرأي إلى موقف وحركة وعمل، باتجاه التوحيد والعدل والدعوة إلى الله، وتحرير المستضعفين من الناس.. عندئذٍ يكون للرأي قيمة عند الله، ودور في التاريخ.
كثيرون من الناس كانوا يعتقدون أن بني أمية في فسادهم وظلمهم وترفهم وإسرافهم في دين الله وفي دماء المسلمين وأموال المسلمين على باطل، وأن الحسين (ع) على حق ولكن لا نجد لهذا الرأي دوراً ولا قيمة ولا تأثيراً في نقض حكومة بني أمية وتأسيس الحق والعدل.
أما النفر القليل الذي وقف مع الحسين (ع) يوم عاشوراء، وحولوا الرأي إلى موقف وحركة وتضحية.. هؤلاء هم الذين ارتضاهم لله تعالى واجتباهم وهم الذين غيروا وجه التاريخ، وكشفوا القناع عن وجه بني أمية، وحاربوا الباطل ووقفوا مع الحق، وبصّروا الأجيال، وحفظوا الإسلام من حملة التشويه الأموية.
وهذا هو ما ذكرنا من أن الرأي المجرد عن الموقف والحركة لا قيمة كبيرة له عند الله، ولا دور مؤثر في التاريخ.