إضاعة المسؤولية

في الحديث: «إِنَّ تَضْيِيعَ الْمَرْءِ مَا وُلِّيَ، وَتَكَلُّفَهُ مَا كُفِيَ، لَعَجْزٌ حَاضِرٌ وَرَأْيٌ مُتَبَّرٌ»[1].
إنّ من أفدح الخطأ أن يضيّع الإنسان ما تولاّه من المسؤولية بالإهمال والتواكل، ومن الخطأ أن يتكلّف الإنسان من المسؤوليات ما يكفيه الآخرون.
فإذا تحمّل الإنسان المسؤولية، فلابد أن يعطيها حقها من الجد والاهتمام، ويُعد لها كل ما يتطلبه الأمر، من حزم وعزم، حتى ينهض بها.
وإذا وجد من ينهض بها، وكان خيرا منه وأقوى عليها، فلا يطلبها.. فقد كفاه الله تعالى أمرها.
وقد روي عن رسول الله (ص) أنه كان يقول لعبد الرحمن بن سَمُرة: «يا عبد الرحمن بن سَمُرة؛ لا تسأل الإمارة، فإنك إذا أُعطيتَها عن مسألة وُكِلْتَ فيها إلى نفسك، وإن أُعطيتَها عن غير مسألة أُعِنْتَ عليها»[2].
فإذا تحمل الإنسان المسؤولية، أعطاها كل جهده ووقته وهمه حتى يؤديها حق الأداء، ولا يضيعها بالإهمال والتسويف والتواكل وسوء الإدارة والمراقبة.