المؤمن لا تقهره المصائب

مهما كان حجم المصيبة والخسارة التي تلحق المؤمنين في ساحات المواجهة والصراع والقتال.. يبقى المؤمنون فوق الإحساس بالهزيمة؛ لا يغلبهم الوهن والحزن؛ يقول تعالى: >وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ<[1]. والعامل الذي يجعل المؤمنين فوق الوهن والحزن، ويحوّل الخسائر إلى أرباح، والنكسة الميدانية في ساحة القتال إلى إحساس بالاستعلاء على العدو، هو الإيمان بالله تعالى <إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ>.
إن الحزن حالة طبيعية خلقها الله تعالى في نفس الإنسان، ولكن الحزن على الخسائر في النفوس والأموال، لا ينبغي أن يؤدي إلى ضعف في موقف المؤمنين، ولا أن ينال من إحساسهم بالاستعلاء على العدو، ولا يتحول إلى إحساس بالهزيمة.. وما يصح في قيادة المواقف يصح في عامة الأعمال بدرجات مختلفة، فإن تماسك القائد في الظروف الصعبة وثقته بالله تعالى، وإحساسه بالاستعلاء على العدو، يثبّت جمهور المؤمنين على أرض المعركة، كما أن تماسك المدراء والمسؤولين في مواجهة التحديات والمشاكل يثبّت عامة الناس، ويبعث في نفوسهم القوة والطمأنينة.
- [1] آل عمران: 139.