السنن الإلهية القاهرة

ولا ينافي هذا القهر اختيار الإنسان وحريّة إرادته، فإن حرية الإنسان لا تخرج الإنسان من دائرة قهر الله تعالى.
وذلك ان الإنسان يملك الاختيار في الاسباب، اما في النتائج فإنه مقهور لسنن الله تعالى، سواء في ذلك الأمم والأفراد.
إن الأمم والجماعات تمتلك حق الاختيار في الاسباب، وبإمكانها أن تتعلم، وتتثقف، وتؤمن، وتعمل صالحاً، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتقيم الحق، وتبطل الباطل، ويتعاون بعضهم مع بعض .. أما إذا تركوا العلم والمعرفة والإيمان والعمل الصالح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الحق والعدل، ثم سقطت تلك الحضارة وانهارت، ونزل بهم العذاب، فليس بمقدور تلك الأمة ان تسلم من العذاب الذي ينزل بهم بغتة، ضحى، وهم يلعبون، كما رأى هذا الجيل سقوط حضارة الإلحاد في الاتحاد السوفيتي، وكما يجد الأجيال القادمة سقوط الحضارة المادية في الغرب، وهم يحسبون أن ذلك نهاية للتاريخ، وليس كذلك، وإنما هي نهاية للحضارة المادية في الغرب .. نتيجة طيشهم وفسادهم وظلمهم وإعراضهم عن الله تلحقهم على هذه الصورة من السقوط والانهيار المفاجئ بغتة، ضحى، وهم يلعبون.
يقول الإمام علي بن الحسين (ع) في تصوير هذا المعنى: «ولا الذي أساء واجترأ عليك خرج من سلطانك».
فهو لا محالة باقٍ في حوزة قهر الله تعالى وسلطانه.