مواضيع

حجاب الدنيا

إن حجاب الدنيا هو أعظم حائل يحول بين الإنسان وبين الله، وهو شر الشواغل والحجب التي تحجب الإنسان عن الله جميعاً .. كما يحجب السجن صاحبه عن الحركة والانطلاق. وكما يكون السجين حبيس السجن، كذلك الدنيا تحبس صاحبها وتحجبه عن الانطلاق والحركة إلى الله، كما يحبس السجن السجين ويحجبه.

وقد ورد في الدعاء عن الإمام الباقر (ع): ولا تجعل الدنيا عليّ سجناً، ولا تجعل فراقها عليّ حزناً[1].

وهذا الحجاب يكمن في حب الدنيا والتعلق بالدنيا، وليس في ذات الدنيا. وقد ورد عن رسول الله (ص): أكبر الكبائر حب الدنيا[2].

وعنه (ص) أيضاً: حب الدنيا أصل كل معصية، وأول كل ذنب[3].

وهو حديث عجيب يستوقف الإنسان طويلاً .. فما من معصية إلاّ كانت جذورها الأولى ومبادؤها حب الدنيا. وعن حب الدنيا يصدر كل ذنب.

وعن أمير المؤمنين (ع): حب الدنيا رأس الفتن وأصل المحن[4].

ومعنى ذلك أن كل مصائب الإنسان نابع من حب الدنيا وبنفس المعنى والسياق عن الإمام الصادق (ع): رأس كل خطيئة حب الدنيا[5].

وعن أمير المؤمنين (ع): رأس الآفات الوله بالدنيا[6].

وهو تأكيد وتعمق للمعنى السابق وهو: إنّ كل مصائب الإنسان ومحنه نابع من الوله بالدنيا.

الاشتغال بالدنيا والانصراف إلى الدنيا

التعلق بالدنيا على نحوين: الاشتغال بالدنيا جزئياً والانصراف الكامل إلى الدنيا، فقد تشغل الدنيا شطراً من قلب الإنسان واهتمامه وتفكيره وتعلقه، وقد تشغل الدنيا قلب الإنسان كله، وتحتله احتلالاً كاملاً، وتشغل كل اهتماماته، فلا يكون له همّ ولا شغل غير الدنيا .. وهذا هو الانصراف الكامل إلى الدنيا.

والأول من أمراض القلب الخطيرة. والثاني موت وسقوط كامل للقلب.

أي الحالة الأولى حالة انشطار للقلب، ينشطر فيها القلب إلى شطرين، شطر منه للدنيا، والشطر الذي يتعلق منه بالدنيا لا يكون لله البتة، والشطر الذي لا يتعلق بالدنيا لا يخلص لله البتة، فإن القلب إذا انشطر شطرين فقد خاصية (الإخلاص) و(التوحيد)، ولم يعد خالصاً لله تعالى، وهذا هو معنى قوله تعالى في سورة الأحزاب: 4 <مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ> فإن خاصية القلب الانصراف الواحد والانشغال الواحد، فإذا تشطر القلب بين طرفين فقد خاصيته بالكلية. فقد جعل الله لكل إنسان قلباً واحداً، وجعل للقلب الواحد انصرافاً واحداً إلى الله، وهو معنى (التوحيد) و(الإخلاص)، فإذا تشطر القلب بين الدنيا وبين الله فقد القلب خاصيته الأصلية وهي الانصراف الكامل والانشغال الكامل بالله اعني (التوحيد) و(الإخلاص).

إن القلب السليم لا يحمل إلاّ تعلقاً واحداً وانصرافاً واحداً إلى الله، وولاءً واحداً لله وبراءة واحدة من اعداء الله.

الشرك الخفي والكفر الخفي

واما إذا تشطر فكان يحمل ولائين ورأيين في وقت واحد فقد الخاصية الأصلية للقلب، وهي وحدة الولاء لله والبراءة من أعداء الله والانصراف الكامل إلى الله .. وهذا هو الشرك (الخفي) في مقابل الشرك الجلي الذي كان يمارسه الناس في الجاهلية في عبادة الأصنام.

ولكن إذا كان انشطار القلب بين الدنيا وبين الله من (الشرك الخفي)، فان الانصراف الكامل والانشغال الكامل للقلوب بالدنيا هو الكفر الخفي في مقابل الكفر الجلي بمعنى الإلحاد.

فكما أن الشرك على نحوين جلي وخفي، كذلك الكفر على نحوين جلي وخفي.

هذا الأخير من الكفر الخفي، حيث يغلق قلب صاحبه بالكامل بالدنيا، فتكون الدنيا كل همّه وشغله .. وهذا هو هلاك القلب وسقوطه.

والحالة الصحية الوحيدة للقلوب، هي الانصراف إلى الله والانشغال به، والولاء الواحد والبراءة الواحدة .. فيكون كل شغل آخر للقلب في امتداد اشتغاله بالله، وليس في عرضه، وكل هم آخر له في امتداد همّه الوحيد وهو الله، ويكون الله تعالى محور كل اهتماماته وحبه وتعلقاته .. وهذا هو معنى التوحيد الخالص والإخلاص، وهو معنى قوله تعالى: <قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ>[7].

نتائج وآثار التعلق بالدنيا

للتعلق بالدنيا على كل المستويات آثار ونتائج قهرية في حياة الإنسان:

منها: طول الأمل في الدنيا.

ومنها: الركون والاطمئنان إلى الدنيا.

ومنها: الاغترار بالدنيا.

والعلاقة بين التعلق بالدنيا وهذه الخصال الثلاثة علاقة طبيعية .. فإن الإنسان إذا أحب الدنيا وتعلّق بها يودّ أن تبقى له، ويحدث نفسه ببقائها له فيطول أمله في الدنيا، ويطمئن ويركن إليها.

وهذه جميعاً من مصاديق الاغترار بالدنيا.

  • الاغترار بالدنيا:

والاغترار بالدنيا هو السبب في اطمئنان النفس إلى الدنيا وركونها إليها.

وقد نهانا الله تعالى عن الاغترار بالدنيا. يقول تعالى: <فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ>[8].

وأن الحياة الدنيا متاع الغرور، والدنيا غرارة خداعة يجب على الإنسان أن يحذر من الاغترار بها.

يقول تعالى: <وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ>[9].

عن أمير المؤمنين علي (ع): ألا وان الدنيا دار غرّارة خداعة[10]..

وعنه (ع) أيضاً: فلا يغرنكم كثرة ما يعجبكم فيها لقلّة ما يصحبكم منها[11].

وعن امير المؤمنين (ع) في صفة الدنيا: تغرّ، وتضرّ، وتمرّ. إن الله تعالى لم يرضها ثواباً لأوليائه ولا عقاباً لأعدائه[12].

وما أجمل وصف علي (ع) لها في إقبالها وإدبارها:

إن أقبلت غرّت، وإن أدبرت ضرّت[13].

  • الاطمئنان والركون إلى الدنيا:

وقد ذمه الله تعالى في كتابه:

<إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ>[14].

وكيف يطمئن العاقل إلى هذه الدنيا وهو يرى تقلبها يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة.

عن أمير المؤمنين علي (ع): فربّ مستقبل يوم، ليس بمستدبره، ومغبوط في أول ليلة، قامت بواكيه في آخره[15].

فكيف يطمئن الإنسان العاقل إلى هذه الدنيا، وهو يرى تقلباتها السريعة.

عن علي (ع)، في قوله تعالى: <وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا>[16] كان ذلك الكنز لوحاً من ذهب مكتوب فيه: عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالاً بعد حال كيف يطمأن إليها؟[17]

  • طول الأمل في الدنيا:

وهو أيضاً من نتائج التعلق بالدنيا وآثارها .. فإن الإنسان حينما يتعلق بالدنيا يحدث نفسه بثباتها له ويتحاشى أن يتذكر الموت، فيطول أمله في الدنيا، ويُخيّل إلى نفسه البقاء في هذه الدنيا طويلاً، وهذا هو (الأمل) الذي يُلهي الإنسان عن الله وعن الموت وعن الحساب والميزان يقول تعالى: <ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ>[18].

فإذا طال أمل الإنسان في الدنيا ولم يتذكر الموت، ولم يفكر في الأعمال الصالحة التي يتزود بها لحياته ولا يسعى إليها، وتسوء أعماله، ويقسو قلبه، فإن العلاقة بين تناسي الموت وطول الأمل علاقة جدلية متبادلة نسيان الموت يؤدي إلى طول الأمل، وطول الأمل يؤدي إلى نسيان الموت.

في أصول الكافي مرفوعاً: قال فيما ناجى الله عز وجل به موسى: يا موسى، لا تطوّل في الدنيا أملك، فيقسو قلبك، والقاسي القلب مني بعيد).

وعن أمير المؤمنين (ع): أطول الناس أملاً أقلهم عملاً[19].

وعنه (ع) أيضاً: أكثر الناس أملاً أقلهم للموت ذكراً[20].

الدنيا المذمومة والدنيا الممدوحة

وقبل أن نفارق البحث عن حجاب الدنيا يجب ان نشير إلى أن الدنيا، ليست كلها مذمومة .. ولم يحرم الله تعالى على الناس طيبات هذه الدنيا ورزقها:

<قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ>[21].

والله يرزق الصالحين من عباده ثواب الدنيا والآخرة ويجمعهما لهم.

<فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ>[22].

عن أمير المؤمنين (ع): اعلموا عباد الله، إن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة، فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركوا أهل الدنيا في آخرتهم .. أصابوا زهد الدنيا في دنياهم، وتيقّنوا أنهم جيران الله غداً في آخرتهم، لا ترد لهم دعوة، ولا ينقص لهم نصيب من لذة[23].

وعن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع): اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا، بإعطائها ما تشتهي من الحلال، وما لا يثلم المروّة، وما لا سرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنه روي ليس منّا من ترك دنياه لدينه، أو ترك دينه لدنياه[24].

والفارق بين هذه الدنيا وتلك، التعلق والزهد، والزهد بمعنى رفض التعلق لأن الدنيا المذمومة هي الدنيا التي يتعلق بها الإنسان ويحبها ويعطيها ذات نفسه، والدنيا الممدوحة هي التي يتمتع بها صاحبها، دون ان يتعلق بها وهذا هو معنى (الزهد) في الدنيا .. فليس الزهد هو الإعراض عن الدنيا، وإنما الزهد هو التحرّر من الدنيا.

عن علي أمير المؤمنين (ع): الا حر يدع هذه اللماظة لأهلها. إنه لیس لأنفسكم ثمن إلاّ الجنة، فلا تبيعوها إلاّ بها[25].

علاج حجاب الدنيا

ولكي لا تشغل الدنيا صاحبها عن الله ولا تحجبه عنه تعالى نذكر هنا نقاطاً أربع على نحو الإجمال:

  1. الزهد في الدنيا

وقد تحدثنا عن الزهد قبل قليل. وقلنا ليس معنى الزهد الإعراض عن الدنيا، وإنما معناه التحرر من الدنيا، والتخلص من أسرها وسلطانها، وقد قال أمير المؤمنين (ع) في تعريف الزهد كلمة جامعة مقتبسة من كتاب الله: الزهد كلّه في كلمتين من القرآن. قال الله: <لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ>[26] فمن لم يأس على الماضي، ولم يفرح بالآتي فهو الزاهد[27].

والأسى على ما فات الإنسان من الخير، والفرح بما أوتي منه هو معنى التعلق بالدنيا، والتحرر منها هو الزهد. وإلى ذلك تشير كلمة أمير المؤمنين (ع):

وقد روي عن الإمام الصادق (ع): ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، ولا بتحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن لا يكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل[28].

وهي الأخرى كلمة بليغة في تحديد الزهد إن الزهد هو أن لا تثق بما في يدك، يعني لا تطمئن ولا تركن إليه، بل يكون ثقتك وبركونك إلى ما في يد الله.

والطمأنينة والركون والثقة بالدنيا من تبعات تعلق النفس بالدنيا .. والزهد هو التحرر عن التعلق بالدنيا والاطمئنان والركون إليها.

  • خلوص النية

أن يجعل الإنسان سعيه في الدنيا في امتداد حركته وسعيه إلى الله، فيطلب وجه الله تعالى في كل حركته وسعيه في الدنيا، ويوجه كل اهتماماته الدنيوية بهذه الوجهة .. وهو توجيه يصعب على الإنسان في بدايات الحركة، ولكنه إذا تحرك بهذا الاتجاه يسهل عليه ذلك.

وقد كان بعضهم يعتذر إذا طلب منه شيء، لا تتهيأ له النية فيه، فيقول: لا تحضرني الآن النية، فإذا توفر للإنسان مثل هذا الخلوص في النية في كل حاجة وشأن من شؤون الدنيا، وتمكن الإنسان من إخلاص النية لله في سعيه في السوق والبيت وساحات السياسة والاجتماع، تحول سعيه في الدنيا إلى عبادة وحركة إلى الله .. وهو مكسب جليل لا يؤتاه إلاّ ذو حظ عظيم.

عندئذٍ إذا سعى في السوق من أجل الرزق يجعل سعيه في السوق لله، ويراقب في سعيه حدود الله، وإذا جاهد الحكام الظالمين في الساحة السياسية، يجعل جهاده لله ولوجهه الكريم، وإذا برز للإعلام وتحدث يجعل ذلك كله لله، ويراقب في ذلك كله حدود الله، فيخلص في كل عمله وجهده وسعيه في الدنيا لله تعالى.

هذا هو خلوص النية لله، فلا يجعل مع الله تعالى شريكاً في نيته في كل ما يقدم عليه أو يكف عنه.

  • الاقتصاد في الدنيا

صحيح أن الله تعالى أحلّ طيبات هذه الدنيا لعباده، وأنكر على من يحرم ذلك على نفسه .. ولكن الإسراف في متاع الدنيا الحلال والإكثار من الدنيا يسلب الإنسان خلوص القصد والنية لله تعالى، ويحجبه عن الله بدرجة من الدرجات. وكلما كان حظ الإنسان أكثر من متاع الدنيا كان الحجاب أشد وأقوى .. فإن الدنيا على كل حال تشغل صاحبها، حتى لو كانت الدنيا من الحلال الذي أباحه الله تعالى لعباده .. وعندما يكثر الإنسان من متاع الدنيا تتحول علاقته بالدنيا إلى التعلق بالدنيا والحرص عليها بصورة تلقائية.

وهذه الحالة من الحالات التي ينقلب فيها الكم إلى الكيف، ويكون الإكثار من الدنيا سبباً لتحول علاقة الإنسان بالدنيا إلى الوله بها والحرص عليها وحبها.

ولذلك وردت في الأحاديث الإسلامية تأكيد على الاقتصاد في الدنيا والإقلال منها، والحذر من الإكثار منها.

عن جابر الأنصاري، قال: رأى النبي (ص) فاطمة (عليها السلام) وعليها كساء من أجلّة الإبل، وهي تطحن بيديها، وترضع ولدها فدمعت عينا رسول الله (ص)، فقال: يا بنتاه تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة. فقالت: يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على آلائه، فأنزل الله: <وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى>[29].[30]

وأتي رسول الله من خبيص (نوع من الحلوى) فأبى أن يأكله، فقيل: أنحرّمه؟ قال: لا، ولكني أكره أن تتوق إليه نفسي، ثم تلا الآية: <أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا>[31].[32]

إن الإنسان إذا أقبل على طيبات الدنيا، بدون حدود وبلا حساب، تتوق نفسه إليها، فتشغله عن ذكر الله تعالى، شاء أم أبى، وينقلب ذلك إلى حجاب يحجبه عن ذكر الله.

إذن لكي تصفو للإنسان علاقته بالله وإقباله على الله يجب عليه ان يحذر من الإكثار من التعلقات التي تشدّه بالدنيا.

سَيدي لَعلّك عَن بابك طَردتني، وَعن خِدمتك نَحّيتني، أو لَعلّك رَأيتني مُستخفّاً بِحقّك فَأقصيتني، أو لَعلّك رَأيتني مُعرضاً عَنك فَقليتني([33])، أو لَعلّك وَجدّتني في مَقام الكاذبين فَرَفضتني([34])

المعنى: ليس من صفاتك يا رب أن تحرم عبداً يقصدك، وَتُردّهُ من بابك. فلعلّك لم تجدني أهلا لرحمتك فطردتني عن بابك، أو لعلّك وجدتني أستخف بحرمتك وحدودك فأقصيتني عن جنابك ورحمتك، أو وجدتني كاذباً في حبي لك، وإقبالي عليك، فرفضت حبّي وإقبالي، وأشغلتني عن حبك والانقطاع إليك بما يعرض لي من ألوان الابتلاء والانشغال.

يقول تعالى: <إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ>[35].

فإنّ قلب العبد حيث يتعلق بغير الله من متاع الدنيا، وحيث يتمكّن منه الهوى وحبّ الدنيا، ولا يكون صادقاً في حبّه لله، لا يصلح محلاً لنور الله، ولا موضعاً لحبّه.

فإن محبة الله تعالى لا تحل في قلب يشوبه حبّ في غير الله، ولم يخلصه صاحبه لله. وعلى العبد في هذه الحالة أن يتضرع إلى الله ليوفقه في أن يخلص قلبه لحبّه، وينتزع عن قلبه كلّ حبّ في غير الله، وكلّ هوى يصرف العبد عن الله، حتى يحب في الله، ويبغض في الله، وهو من أسمى ما يناله العبد من الزلفى عند الله .. والسياق كما ذكرنا سياق التعليم والتوجيه بلسان الدعاء.

أو لَعلّك رَأيتني غَير شَاكرٍ لِنَعمائك فَحرمتني

ولعلّك إلهي وجدتني غير شاكر لنعمة هدايتك وحبّك وطاعتك فحرمتني منها، فإن هدى الله، والحب في الله، وطاعة الله، نعمة لا ينالها العبد إلاّ بتوفيق من الله، وحيث لا يحسن العبد أداء شكر هذه النعمة فإنّ الله تعالى يقطع عنه هذه النعمة.

ولعلّك إلهي وجدتني مقاطعاً لمجالس العلماء العارفين بالله، وآلفاً لمجالس البطّالين، فخذلتني وخلّيت بيني وبينهم. فإنّ مجالس العلماء تبعث الورع والخشية في نفس الإنسان، وتمنح القلب والعقل إيماناً ونوراً ووعياً.

يقول تعالى: <وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ>[36] وحيث يترك الإنسان مجالسة العلماء العاملين العارفين بالله، ويألف مجالس البطّالين، ويأنس إلى حديثهم، تخلو حياته عن الاهتمامات العالية، وتنصبّ اهتماماته على الرخيص التافه من متاع الدنيا الذي يملأ حياة الفارغين من الناس.

ولعلّك أخذتني بجرمي وجريرتي وتقصيري في طاعتك فجازيتني بإقصائي عن حضرتك، وسلبت عني توفيق عبادتك.

أو لعلّك وجدتني قليل الحياء، وقحاً في ارتكاب معاصيك، يخجلني ارتكاب المعصية في حضور آخرين من أمثالي، ولا أتورع عن معصيتك ومخالفتك بحضرتك، وأنا أعلم أن ليس يخفى شيء من إسراري وإعلاني عليك. فإنّك عالم السر والخفيات. وليس شيء أدعى من ذلك عَلى أن أستحي من معصيتك وأتورع عن محارمك.

فلعلّك إلهي لمثل هذا وذاك سلبت عن قلبي حبّك، وطردتني من بابك، ولم تحب أن تسمع دعائي، وأقصيتني عن رحمتك، ولم تشرح صدري لمناجاتك ودعائك. والسياق كما قلنا سياق التوجيه والتعليم بلغة الدعاء.

أو لَعلّك فَقدتني مِنْ مَجالسِ العُلماءِ فَخذلتني، أو لَعلّك رَأيتني في الغَافلين فَمن رَحمتك آيستني، أو لَعلّك رَأيتني آلف مَجالسِ البطّالينَ فَبيني وَبَينهم خلّيتني

البطالة: فراغ الاهتمامات ويتبع فراغ الاهتمامات فراغ الوقت بطبيعة الحال ..

وليس كل شغل واهتمام في حياة الإنسان ممدوح، وإنما الاهتمام والشغل الممدوح هو الاهتمامات العالية التي تتطلبها الحركة إلى الله .. وهذه الاهتمامات تتوزع على الدنيا والآخرة. وقد يكون سعي الإنسان في الدنيا، (في السوق والمزرعة والمعمل) جزءاً من هذه الاهتمامات العالية، وذلك عندما يقصد الإنسان أن يؤمّن السوق والمزرعة حركته إلى الله ويكون جزءاً من حركته التكاملية.

وليس كل شغل واهتمام یضع الإنسان علی هذا الخط الصاعد إلى الله.

وأما إذا كان اهتمامه لا يتجاوز حاجاته الحيوانية، التي يحتاجها كل حيوان من أي فصيل من الشراب والطعام والجنس، فلا تزيد قيمة هذا الإنسان على الحيوان.

وإنما قيمة الإنسان بما يؤمن به من القيم وما يحمل من الاهتمام في تحصيل هذه القيم وما يقوم به من الجهد لتحقيق هذه الاهتمامات، ومن دون ذلك لا قيمة له.

لا قيمة لمن كان كل همّه بطنه وشهوته، ولا قيمة لمن لا اهتمام له، ويقضي عمره في فراغ من الاهتمامات، وكل منهما بطالة إلاّ أن الأولى بطالة مقنّعة بالعمل والثانية بطالة مكشوفة.

ولدى هؤلاء البطالين: الوقت مشكلة، لا يعرفون كيف يتخلصون منه. هؤلاء يعانون من مشكلة تصريف الوقت فالوقت لديهم كثير وطويل، ولا يعرفون طريقاً لتصريف الوقت. وهمّهم قتل الوقت كيفما يتأتى لهم، والتخلص منه بأي شكل، فإن الوقت الفارغ عن العمل يمر ثقيلاً على صاحبه، فيحاول أصحابه قتل الوقت باللهو والبطر وأحياناً قتل الوقت بالجريمة .. وعلى كل حال، الوقت الفارغ عند هذه الطبقة مفسدة في حياتهم وفي حياة المجتمع.

وإذا كان العمل والجهد في حياة الإنسان مَجْهدة فإن الفراغ مفسدة.

عن رسول الله (ص): أشد الناس حساباً يوم القيامة المكفيّ الفارغ. إن كان الشغل مجهدة فالفراغ مفسدة[37]..

عن أمير المؤمنين (ع): إن يكن الشغل مجهدة فاتصال الفراغ مفسدة[38].

والله تعالى يبغض العبد الفارغ عن العمل والاهتمام، قد خلقه لاهتمامات وغايات سامية، فيقضي حياته ووقته في فراغ، لا يعرف كيف يصرف وقته وعمره.

عن رسول الله (ص): إن الله يبغض الصحيح الفارغ، لا في شغل الدنيا، ولا في شغل الآخرة[39].

وعن موسى بن جعفر (ع): إن الله یبغض العبد النوّام. إن الله تعالى ليبغض العبد الفارغ[40].

وبعكس البطالين الفارغين من الاهتمام والعمل .. المؤمنون العاملون، الوقت عندهم قليل، وهو حافل بالأعمال والاهتمامات الكبيرة .. وإذا كان الوقت لدى الطائفة الأولى مشكلة، فإنه عند هذه الطائفة أزمة لا يكفي لاهتماماتهم وأعمالهم الكبيرة .. ومن دعائهم أن يجعل الله تعالى أوقاتهم بذلة في طاعته.

ففي دعاء الإمام زين العابدين (ع): وعمّرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعاً للشيطان فاقبضني إليك قبل ان يسبق مقتك إليّ أو يستحكم غضبك عليّ[41].

ومن دعائه (ع) كما في الصحيفة: واستعملني بطاعتك في أيام المّهلة[42].

وفي الدعاء الذي علّمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لكميل: أسألك بحقك وقدسك، وأعظم صفاتك، وأسمائك ان تجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة، وبخدمتك موصولة، وأعمالي عندك مقبولة، حتى تكون أعمالي وأورادي كلها ورداً واحداً، وحالي في خدمتك سرمداً[43].

إن الوقت هو رأس مال الإنسان، فإذا صرف الإنسان وقته وعمره في طاعة الله اكتسب برأس ماله رضوان الله ورحمته في الدنيا والآخرة، وإذا خسر وقته في الفراغ والبطالة فقد خسر نفسه، وأعظم الخسائر ان يخسر الإنسان نفسه، لأن عمر الإنسان ووقته هو كل رأس ماله، فخسارته خسارة لنفسه.

يقول تعالى: <وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2 إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ>[44].

إن الناس – كل الناس – في خسارة، وكل ساعة تمرّ عليهم يفقدون شطراً من أعمارهم. وهذه هي الخسارة التي تعم الجميع <وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ> ولا يسلم من هذه الخسارة <إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ>. أولئك يعمرون أعمارهم بالإيمان، والعمل، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، فلا يخسرون أنفسهم وأعمارهم.

وللإمام زين العابدين (ع) دعاء في هذا الأمر ورد في الصحيفة: اللهم صل على محمد وآل محمد، واكفني ما يشغلني الاهتمام به، واستعملني بما تسألني غداً عنه، واستفرغ أيامي فيما خلقتني له[45].

وهو ثلاث فقرات.

في الفقرة الأولى يسأل الله تعالى ان يكفيه ما يهمه ويشغل باله من شؤون الدنيا، حتى لا تبقى الدنيا همّه وشغله.

وفي الفقرة الثانية يسأل الله تعالى ان يستعمله فيما يسأله عنه، يوم يوقف الله الإنسان للسؤال عند موقف السؤال والحساب <وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْـُٔولُونَ>[46]، ولا يستعمله فيما لا يعود عليه بالنفع في موقف السؤال.

وفي الفقرة الثالثة يسأل الله تعالى ان يفرغه ويفرغ وقته لما خلقه اللهتعالى، فيستفرغ وقته وعمره للحركة على مسير التكامل والعروج إلى الله تعالى.

أو لَعلّك لمَ تُحب أنْ تَسمعَ دُعائي فباعدتني، أو لَعلّك بِجُرمي وَجريرتي كَافيتَني، أو لَعلّك بِقلّةِ حَيائي مِنك جَازيتني.

فَإنْ عَفوتَ يَا رَبّ، فَطالما عَفوتَ عَنْ المُذنبينَ قَبلي، لأنّ كَرَمك أي رَبّ يَجلّ عَن مَكافاةِ المُقصّرينَ

فإذا كنت، سيدي، قد سلبت عني توفيق ذكرك ومناجاتك والانقطاع إليك فلأنني أنا لم أكن أستحق منك هذا التوفيق، وفرّطت في حقّ نفسي، وظلمت نفسي، واتبعت هواي، وعصيتك بوقاحة وقلّة حياء. ولكنني، مع ذلك أرجو من كرمك وعفوك، أن تعفو عن تقصيري وظلمي وإسرافي، وتهب لي رحمتك وهديك وتوفيقك. فطالما عفوت إلهي عن تقصير المقصّرين مثلي، وعن إسراف المسرفين من قبلي، ومهما بلغت ذنوبنا وتقصيرنا فإنّ كرمك وعفوك أسمى من أن يأخذ المذنبين بذنوبهم، وحلمك أكبر من أن يكافئ المقصّرين عَلى تقصيرهم وإسرافهم.

وَأنا عَائذ بِفَضلكَ

وإذ لا أملك في محنتي هذه من ملاذ غيرك، فأنا ألوذ بك وأعوذ بفضلك. وإذ ليس للعبد من ملجأ يفر إليه من عقوبتك وانتقامك، فأنا أفرّ منك إليك، وألجأ إلى فضلك من عدلك، إلى عفوك من عقوبتك. وأين يهرب العبد الذي أسرف عَلى نفسه، إن لم يلجأ إلى كرمك وعفوك ورحمتك. يقول تعالى: <فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ>[47].

هَاربٌ مِنْكَ إليكَ، مُتنجّزٌ مَا وَعدتَ مِنْ الصّفح عَمّنْ أحْسَنَ بِكَ ظَناً.

أنجز الحاجة أو الوعد: قضاه. والصفح: العفو والإعراض. ومتنجّز ما وعدت من الصفح: أي أطلب إنجاز ما وعدتنا من الصفح والعفو عمّن أحسن بك ظنّاً.

قد مرّ أنّ الله تعالى يعطي العبد عَلى قدر ظنّه به تعالى. فمن أحسن ظنه بالله، فإنّ الله لا يخيّب له ظنّاً.

إلهي أنتَ أوسَعُ فَضلاً، وَأعظمُ حِلْماً مِنْ أن تُقايسْني بِعَملي

تقايسني بعملي. أي تقدّرني بعملي، وتهبني من رحمتك بقدر ما أستحقّه من عملي. والمعنى أن الله أوسع فضلاً وأعظم حلماً من أن يقدّر منزلة العبد لديه وما يهبه من رحمته وكرمه بما يستحقّ بعمله فإنّ الله تعالى أرحم الراحمين، غفور كريم، واسع العطية، جليل الألطاف.

أو أنْ تَستزلّني بِخَطيئتي

الزلل: الزلق والانحراف. وتستزلني: أي تطلب زللي. والمعنى أنّ الله أوسع فضلاً وأعظم من أن يجازي العبد بخطيئته وزلـله، فيدفعه إلى مزالق الهلكة والانحراف.

وليس من شك أنّ الله تعالى يجازي العبد المسيء الذي يتمرّد عَلى أمره تبارك وتعالى بإمداده في الطغيان، وتضليله، وتحريفه، ليستحق مزيداً من عقوبة الله وعذابه. يقول تعالى:<خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ>[48]، ويقول تعالى: <فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ>[49]، ويقول تعالى: <اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ>[50]، كما أنّ العكس أيضاً صحيح فإن العبد إذ يستجيب لأمر الله، ويخالف هواه، فإن الله تعالى يزيده هدى، ويربط عَلى قلبه. يقول تعالى في قصّة الفتية من أصحاب الكهف: <إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى  13وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا>[51] والإمام السجاد (ع) يعلّمنا في هذه الجملة من الدعاء أن ندعو الله تعالى بواسع فضله وعظيم حلمه أن لا يجازينا عَلى سوء أعمالنا بإمدادنا في الطغيان والانحراف وأن لا يستزلّنا بخطيئتنا، وإنما يسددنا في حياتنا، ويعيننا عَلى إغواء الشيطان وأهواء النفس.

وَما انا يا سَيدي وَما خَطري؟

وما خطري: أي وما قيمتي وقدري. والمعنى: وما قدري وقيمتي إلهي حتى تجازيني عَلى فعلي، وتنتقم مني. فأنا لست بشيء يذكر تجاه عظمتك وكبريائك، وسلطانك، فما قدري، وما قدر ما يصدر عنّي من خطيئة وذنب، فتجاوز يا رب عن خطيئة عُبيد فقير، لا يملك حولاً ولا طولاً، وأنت ذو القوة والكبرياء، ولك الأمر كله والسلطان كلّه.

هَبني بِفضلك

هبني بفضلك: أي اعطني من عفوك ورحمتك، فتجاوز عنّي وعن خطيئاتي. وجلّلني بسترك أي استرني بسترك، واستر عَلى ذنوبي وتقصيري وخطيئاتي، ولا تفضحني بما تعرف عني من ذنب وتقصير في الدنيا والآخرة. واعف عن توبيخي: أي اعفني عن التوبيخ، فلست أطيق توبيخك، فضلاً عن عذابك وعقوبتك، وأملي في كرم وجهك وكريم ألطافك أن لا تخجلني، وتحرج موقفي، يوم القيامة، بتوبيخك، فلست أملك عذراً لتقصيري، فأعتذر إليك، ولست أجد مهرباً منك فأهرب عنك.

سَيدي، وَتَصدّق عَليّ بِعفوكَ، وَجلّلني بِستركَ، وَاعفُ عَنْ تَوبيخي بِكرمِ وَجهكَ، سَيدي أنا الصّغير الذي رَبّيته


  • [1] بحار الأنوار: ج 97، ص 379
  • [2] كنز العمال: 6074
  • [3] تنبيه الخواطر: ج 2، ص 122
  • [4] غرر الحكم: 4870
  • [5] الكافي، ج 2، ص 315
  • [6] غرر الحكم: 5364
  • [7] الأنعام: 162
  • [8] لقمان: 33
  • [9] آل عمران: 185
  • [10] نهج السعادة، ج 3، ص 174
  • [11] بحار الأنوار، ج73، ص118
  • [12] نهج البلاغة: الحكمة 370
  • [13] بحار الأنوار: ج 78، ص 23
  • [14] يونس: 7-8
  • [15] غرر الحكم: 2572
  • [16] الكهف: 82
  • [17] معاني الأخبار: 200
  • [18] الحجر: 3
  • [19] أصول الكافي، ج 2، ص 329
  • [20] غرر الحكم: 3054
  • [21] الأعراف: 32
  • [22] آل عمران: 148
  • [23] نهج البلاغة: الكتاب 27
  • [24] بحار الأنوار: ج 78، ص 321
  • [25] نهج البلاغة: الحكمة 456
  • [26] الحديد: 23
  • [27] بحار الأنوار: ج 78، ص 27
  • [28] بحار الأنوار: ج 70، ص 310
  • [29] الضحى: 5
  • [30] نور الثقلين، ج 5، ص 594
  • [31] الأحقاف: 21
  • [32] نور الثقلين، ج 5، ص 15
  • [33] قليتني: أي أبغضتني.
  • [34] أي لم تنصرني، وتركتني لنفسي.
  • [35] الزمر: 3
  • [36] الكهف: 28
  • [37] تنبيه الخواطر: ج 1، ص 60
  • [38] بحار الأنوار: ج77، ص 419
  • [39] شرح نهج البلاغة: ج17، ص146
  • [40] من لا يحضره الفقيه: ج3، ص169
  • [41] الصحيفة السجادية: الدعاء العشرون
  • [42] نفس المصدر
  • [43] دعاء كميل
  • [44] سورة العصر
  • [45] الصحيفة السجادیة، دعاء في مكارم الاخلاق
  • [46] الصافات: 24
  • [47] الذاريات: 50
  • [48] البقرة: 7
  • [49] البقرة: 10
  • [50] البقرة: 15
  • [51] الكهف: 14
المصدر
كتاب شرح دعاء الأسحار - دعاء أبي حمزة الثمالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى