مواضيع

المفردات التربوية الثقافية

. مكافحة حالة الهزيمة النفسية

التحديات والفتن خافضة رافعة، وهذه خاصيتها، يَصْعَد عليها ناس إلى الله، ويسقط منها آخرون إلى الدرك الأسفل من الجحيم. إن الفتن والتحديات قد تزيد الناس الذين يواجهونها صلابة وقوة ومقاومة، وقد تسلبهم المقاومة، وتأخذ بهم إلى التسليم والرضوخ والمطاوعة للفتن وقبولها من موقع التسليم والانقياد، وهي خصلة مضادة للخصلة الأولى.

والتحديات والفتن ليست بضارة في نفسها، وإنما هي سُنة من سنن الله تعالى في حياة الناس، لا تحويل ولا تبديل لها، وإنما الضار هو الموقف النفسي من التحديات والفتن.

والأعداء لا يضرون الأمة بقدر ما تضرها الهزيمة النفسية تجاه العدو.

وليس بإمكاننا إخلاء الساحة من الأعداء والتحديات، ولكن بإمكاننا توجيه الموقف النفسي من الأعداء وتحدياتهم من الهزيمة النفسية إلى المقاومة والصمود.

وعندئذٍ ينقلب حضور العدو وتحدياته في ساحتنا إلى أمر نافع؛ لأنه يثير الغيرة والمقاومة والصمود في نفوس المؤمنين.

ونضيف إلى ذلك فنقول: كما أن من الخطأ تهويل العدو وتحدياته، والشعور بالهزيمة النفسية تجاهه، كذلك من الخطأ الاستهانة بالعدو والغفلة عنه… فإنّ العدوّ يترقب مواقع الغفلة، وثغرات الضعف في كيان الأمة، ليوقع بها في لحظة الغفلة الضربة المهلكة… أقول: كل منهما خطأ: تهويل العدو، والاستهانة به، والصحيح هو الحذر من العدو ومقاومة الشعور بالخوف.

2. التقوى والمقاومة النفسية

إن المقاومة النفسية للأهواء والشهوات والانفعالات النفسية هي التقوى، وهي مبدأ كل مقاومة في حياة الإنسان، فإذا فشلت الأمة في مقاومة الأهواء داخل نفوسها، فهي بالضرورة تكون ضعيفة تجاه ما يقابلها من التحدي والعدوان.

و(التقوى) محفوفة بالقوّة والنصر ومعيّة الله، فهي لا تتحقق في حياة الإنسان إلاّ بالقوة. والضعف والاسترخاء لا يحققان التقوى في حياة الإنسان.

ومما أمر الله تعالى بني إسرائيل: أن يأخذوا الكتاب بقوة لعلهم يتقون ﴿خُذُوا مٰا آتَيْنٰاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مٰا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[1].

التقوى هي نتيجة هذه الخصال الثلاثة:

الخصلة الأولى: الإقبال على الكتاب، والأخذ به، وعدم الإعراض عنه (خُذُوا مٰا آتَيْنٰاكُمْ).

الخصلة الثانية: (بِقُوَّةٍ)؛ وهي الخصلة الثانية. إن التّلقّي الضعيف للكتاب، لا يحقق التقوى في حياة الأمة، ومن دون التقوى لا تكون الأمة قوية.

الخصلة الثالثة: (وَاذْكُرُوا مٰا فِيهِ)؛ وهذه هي الخصلة الثالثة، الذكر والوعي.

وإنما دعاهم الله إلى هذه الخصال الثلاث: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

وكما كانت التقوى حاصلة من القوة في التلقي والتمسك والأخذ، كذلك هي من أسباب النصر والقوة ومعية الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾[2]، ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّٰهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾[3].

3. الصبر والتقوى

والصبر نحو آخر من المقاومة النفسية، وهو والتقوى حالتان من المقاومة النفسية، ضروريتان لحالات المواجهة والمقابلة… والله تعالى يرزق عباده بهما (عَزْمِ الْأُمُورِ)، ويمنحهم القوة على إمضاء الأمور وتقرير المصير ومواصلة العمل ومقاومة التحديات ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾[4].

كما أن الله تعالى يحبط بهما مكر الأعداء وكيدهم ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاٰ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾[5].

4. الإعداد التربوي للجيل الناشئ والصاعد

الجيل الذي يواجه التحديات لابد أن يكون صلباً، صعباً، يمتلك مزايا وكفاءات عالية على مواجهة التحديات والصمود والمقاومة.

ولابد لهذا الجيل من إعداد صعب.

ومنهج التربية الإسلامية هو المنهج الصعب الذي ينشئ هذا الجيل الصعب.

إن هذه الأمة تواجه اليوم وغداً البأساء والضراء بأقسى ما تكون البأساء والضراء وأشدّها، وسوف تحتدم الحضارتان الإلهية والجاهلية في صراع مصيري صعب… ولابد لهذا الصراع من رجال صعاب ونساء صعبات، وللأسرة الدور الأول في بناء هذا الجيل الصعب، وللمدرسة الدور الثاني.

ومن الآن لابد أن نُعِدّ العدة لهذه المعركة، وقد تخلينا وتأخرّنا كثيراً عن الإعداد والتحضير لها… فلابد أن نتدارك.

5. إشاعة ثقافة الجهاد والمقاومة

ثقافة القوة والمقاومة والجهاد جزء لا يتجزأ من ثقافتنا الإسلامية، وقد فقدنا هذه الثقافة في ظروف الهزيمة النفسية مقابل أولئك الذين كانوا يتحاملون على الإسلام بأنه دين العنف والسيف، فتراجعنا من خطّ المواجهة الثقافية، وأخذنا ننفي من هذا الدين صفة القوة والقتال والمواجهة، ونضفي عليه صفة التسامح والرحمة، وكأننا نعتذر إليهم ممّا نجد في دين الله من قوة ورهبة!!

والإسلام دين رحمة وتسامح وحب، لا شك في ذلك، ولكن على أن لا نلغي من الإسلام خصلته الأخرى، وهي القوة والغِلظة مع الكافرين والظالمين والمفسدين في الأرض والمستكبرين.

والإسلام يضع كلاّ من هاتين الخصلتين في مواضعهما، فلا تنفع الرحمة في موضع الغلظة، كما أن الغلظة تضر في موضع الرحمة.

ونحن اليوم، في مواجهة التحديات المصيرية التي تواجهنا، بحاجة إلى التأكيد على هذه الخصلة في دين الله، وإشاعة ثقافة المقاومة والجهاد والقوة في هذا الدين. يقول تعالى:

﴿يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتٰالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صٰابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾[6].

﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مٰا لَكُمْ إِذٰا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ اثّٰاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَ رَضِيتُمْ بِالْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا مِنَ الْآخِرَةِ فَمٰا مَتٰاعُ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا فِي الْآخِرَةِ إِلاّٰ قَلِيلٌ﴾[7].

﴿انْفِرُوا خِفٰافاً وَثِقٰالاً وَجٰاهِدُوا بِأَمْوٰالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[8].

وقد أمرنا الله تعالى بإعداد القوة لهذه المعركة، وإرهاب أعداء الله.

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبٰاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللّٰهِ وَعَدُوَّكُمْ وَ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاٰ تَعْلَمُونَهُمُ اللّٰهُ يَعْلَمُهُمْ﴾[9].

وهذا الإرهاب الذي يأمرنا الله تعالى به في آية الأنفال لا نتبرأ منه إذا كان لأعداء الله وأعدائنا. وأما الإرهاب الذي نتبرأ منه ونرفضه فهو إرهاب الأبرياء من الناس.

6. تحديد المفاهيم وإزالة اللُّبس

إن التناول غير العلمي للمفاهيم الفقهية والكلامية الإسلامية يؤدي إلى كثير من اللبس والانحراف الفكري.

وممن وقع في مثل هذا اللبس الشريحة التكفيرية المعاصرة في عالمنا الإسلامي اليوم.

إن مفاهيم من قبيل (الإسلام)، (الإيمان)، (الكفر)، (الشرك)، (الارتداد)، (إهدار الدم) وأمثال ذلك، لا يجوز تداولها وتناولها إلاّ من قبل الفقهاء والمتكلمين أصحاب الاختصاص.

والحالة التكفيرية والإرهابية المعاصرة قد وقعت في مثل هذا الخبط العلمي العجيب؛ بسبب عدم تناول هذه المواضيع الحساسة والخطيرة في هذا الدين من قبل أصحاب الاختصاص الفقهي من فقهاء المسلمين.

فقد حصّن الإسلام دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم بكلمة لا إله إلاّ الله.

عن رسول الله (ص): (إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا حَرُمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله)[10].

وروى مسلم، أنّ رَسُولَ اللهِ (ص) بَعَثَ بَعْثًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِنَّهُمُ الْتَقَوْا، فَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا شَاءَ أَنْ يَقْصِدَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَصَدَ لَهُ فَقَتَلَهُ، وَإِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَصَدَ غَفْلَتَهُ، قَالَ: وَكُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَلَمَّا رَفَعَ عَلَيْهِ السَّيْفَ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَقَتَلَهُ، فَجَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ، حَتَّى أَخْبَرَهُ خَبَرَ الرَّجُلِ كَيْفَ صَنَعَ، فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «لِمَ قَتَلْتَهُ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ، وَقَتَلَ فُلَانًا وَفُلَانًا، وَسَمَّى لَهُ نَفَرًا، وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص): «أَقَتَلْتَهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: «وَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟» قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ: «كَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[11].

وأخرج البخاري أن رجلاً قام فقال: يا رسول الله، اتق الله. فقال (ص): ويلك ألست أحق أهل الأرض أن يتقي الله، فقال خالد: ألا أضرب عنقه؟ فقال (ص): لا؛ لعله أن يكون صلى[12].

إن الطرح والتناول الفقهي للمصطلحات والمفاهيم الإسلامية، يزيل أمثال هذا الالتباس، ويحفظ الناس من الانحراف والسقوط.

7. التثقيف السياسي

الوعي السياسي الإسلامي يحصّن المسلمين من التضليل الإعلامي الواسع الذي تقوم به أجهزة الإعلام السياسية في العالم؛ من قلب الحقائق، وإظهار الباطل بمظهر الحق، وإظهار الحق بمظهر الباطل.

ونحن اليوم نواجه تضليلاً إعلامياً واسعاً، وليس بإمكاننا أن نحجب المسلمين من هذا الإعلام العالمي المضلّل… ولكن بإمكاننا أن نحصّن المسلمين من تأثيرات هذا الإعلام، وذلك بالتثقيف ونشر الوعي السياسي الإسلامي في صفوف المسلمين.

إن العلماء وخطباء الجمعة وخطباء المنبر الحسيني والكتّاب والمثقفين يحملون اليوم مسؤولية نشر الوعي السياسي في صفوف المسلمين بشكل عام، وفي صفوف الشباب بشكل خاص، فإن الشباب أكثر الناس تعرضاً لمثل هذا الإعلام وتأثراً به.

والإعلام اليوم جزء لا يتجزأ من المعركة القائمة بيننا وبين أعداء هذه الأمة، والسلاح الذي نستطيع أن نقاوم به الإعلام هو الوعي.


  • [1] البقرة: 63؛ والأعراف: 171.
  • [2] النحل: 128.
  • [3] البقرة: 194؛ التوبة: 36 و123.
  • [4] آل عمران: 186.
  • [5] آل عمران: 120.
  • [6] الأنفال: 65.
  • [7] التوبة: 38.
  • [8] التوبة: 41.
  • [9] الأنفال: 60.
  • [10] سنن الدارمي، الباب 10 من كتاب السير، ص587، ح2638؛ وصحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب فضل استقال القبلة، ج1، ص87، ح392؛
  • [11] صحيح مسلم، الباب 41 من أبواب كتاب الإيمان، ج1، ص97، ح160/97؛ وسنن أبي داود، كتاب الجهاد، بَابٌ عَلَى مَا يُقَاتَلُ الْمُشْرِكُونَ، ج2، ص44، ح2640 و2641؛ مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج14، ص221، ح8544، وج20، ص349، ح13056، وج21، ص59، ح13348، وج23، ص18، ح14650 وج26، ص81، ح16160 وص87، ح16163؛ وسنن ابن ماجة، باب الإيمان، ج1، ص52، ح72 وباب الكفّ عمن قال: لا إله إلا الله، ج5، ص82، ح3928 و3929؛ وسنن النسائي، كتاب تحريم الدم، ج7، ص75، ح3966، وص76، ح3967 وص79، ح3976 – 3979 وباب على ما يقاتل الناس، ج8، ص109، ح5003. ونصّ الحديث الوارد في المتن هو للأول، أما باقي المصادر فقد ورد فيها الحديث إما بعينه أو بألفاظ قريبة منه. (من المحقق)
  • [12] صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب بعث علي بن أبي (ع) وخالد بن الوليد إلى اليمن، ج5، ص163، ح4351. مع اختلاف في اللفظ، وهذا نصّ الحديث: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، يَقُولُ: بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اليَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ، لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا، قَالَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَأَقْرَعَ بْنِ حابِسٍ، وَزَيْدِ الخَيْلِ، وَالرَّابِعُ: إِمَّا عَلْقَمَةُ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلاَءِ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً»، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ، نَاشِزُ الجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمَّرُ الإِزَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، قَالَ: «وَيْلَكَ، أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ». قَالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: «لاَ؛ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي»… (من المحقق)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى