القتال لإزالة الفتنة والإعاقة عن طريق الدين

فلابدَّ، إذن، من استئصال أئمة الظلم والمفسدين من وجه الأرض، يقول تعالى: <فَقٰاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاٰ أَيْمٰانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ>[1].
وبذلك تنتهي الفتنة من حياة الإنسان، يقول تعالى: <وَقٰاتِلُوهُمْ حَتّٰى لاٰ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّٰهِ>[2]، <وَقٰاتِلُوهُمْ حَتّٰى لاٰ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّٰهِ>[3].
والفتنة: هي (الإعاقة)، ووسائل الإعاقة كثيرة من الإرهاب والترغيب والتضليل الإعلامي.
فإذا زالت أسباب الإعاقة هذه من حياة الناس، لم يَحُلْ أحد بين الناس وبين الله تعالى، وأقبل الناس على الله كما أقبل الناس على الله في الجزيرة العربية في السنوات الأخيرة من حياة رسول الله (ص): <وَرَأَيْتَ النّٰاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّٰهِ أَفْوٰاجاً>[4].
أرأيت السدّ عندما يتهشّم كيف تتدفّق المياه؟ كذلك (سدّ الفتنة) عندما يزول يتدفّق الناس أفواجاً إلى دين الله، وعندئذٍ يكون الدين كله لله، من غير حرب ولا قتال.
وذلك هو قوله تعالى: <وَقٰاتِلُوهُمْ حَتّٰى لاٰ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّٰهِ>، فإنَّ الفتنة والإعاقة لن تزول إلاّ بالقتال فإذا زالت، لن يحتاج حملة الدعوة إلى قتال وحرب ليقبل الناس على الناس، وإنما يقبل الناس على الدين، بمحض إرادتهم من دون قتال، ويكون الدين كلّه لله.
فالقتال لا يكون إلاّ لإزالة الفتنة وإزالة أسباب الإعاقة عن طريق الدعوة إلى الله. هذه هي النظرية، وتحتاج هذه النظرية إلى بسط في الكلام، وتوضيح واستدلال لا يسعه المقام.