ضابط الخروج من ربقة الإسلام

الإسلام هو الإقرار بالشهادتين (التوحيد والرسالة). ويذهب أستاذنا المحقق السيد الخوئي (رحمه الله) إلى إلحاق الإقرار باليوم الآخر بالإسلام، استناداً إلى قوله تعالى: <يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّٰهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ>[1]، وآيات أخرى من هذا القبيل، بناء على أن عطف الإيمان باليوم الآخر على الإيمان بالله يدلّ على أن الإيمان باليوم الآخر شرط في الإيمان، والإقرار به شرط في الإسلام، ولا يتحقق الإيمان والإسلام من غيره.
ومن (ضروريات الإسلام) الأمور التي يساوق إنكارها إنكار الرسالة؛ إنكار وجوب الصلاة، ووجوب وصيام شهر رمضان، وإنكار وجوب الحج، وأمثال ذلك مما يعد إنكاره إنكاراً للرسالة والتكذيب لها.
وما لم يكن كذلك فليس من ضروريات الدين؛ فليس إنكار بعض المنكرات، واستحلالها يؤدي إلى الخروج عن الإسلام، وإن كان عن اجتهاد خاطئ، وعلى خلاف معايير الاجتهاد، وبناء على التعريف المتقدم للإسلام، وللضروريات، فمَن أنكر أمراً ضرورياً من ضروريات الدين خرج عن الإسلام، وما لم يكن الأمر كذلك، لا يكون إنكاره خروجاً على الدين وإنكاراً للرسالة.
ولابدَّ من إضافة قيد إلى ذلك، وهو أن يكون المنكِر منتبهاً إلى التلازم بين إنكار الضروريات وإنكار الرسالة.
وعليه؛ فإنَّ الموارد التي يصحّ فيها التكفير والحكم بخروج صاحبها عن الإسلام محدودة جداً، ولا يصحّ انتهاك حرمات الناس وسلب الإسلام والإيمان بسبب الاختلاف في الرأي والعقيدة، ومن أكبر المنكرات في الإسلام نفي الإسلام عن فرد أو عن طائفة من المسلمين بسبب اختلافٍ في الرأي والعقيدة.
[1] النساء: 59.